الرمثا 19 شباط (بترا) - زارت لجنة الطاقة والثروة المعدنية بمجلس النواب يوم أمس الاربعاء المفاعل النووي الاردني للبحوث والتدريب بحرم جامعة العلوم والتكنولوجيا للاطلاع على أهم استخدامات المفاعل وتطبيقاته وآلية سير العمل فيه.
وقدّم رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان ومدير المفاعل الدكتور سامر أبو قاهوق شرحا وافيا حول استخدامات وتطبيقات المفاعل وآلية سير العمل فيه وخاصّة فيما يتعلق بإنتاج اليود المشع والذي يتم تزويد المراكز الطبية المحلية به لتشخيص ومعالجة مرضى السرطان في الاردن، بالإضافة الى خطة الهيئة المستقبلية لإنتاج نظائر طبية علاجية أخرى كمادتي اللوتيسيوم والتكنيشيوم.
واطلعت لجنة الطاقة على الامكانات التي يقدمها المفاعل للباحثين من مختلف الجامعات والمؤسسات البحثية الاردنية من خلال اجراء البحوث في المجالات كافة وخاصة المتعلقة بالتحليل بالتنشيط النيوتروني. واطلعت اللجنة أيضا على اجراءات السلامة العامة والنووية والامنية والتي تتبع وفقاً لأعلى المعايير الوطنية والدولية. وتضمنت الزيارة قيام اللجنة بجولة داخل مبنى المفاعل للاطلاع على مرافقه كافة والتعرف على تفاصيل العمل بالمفاعل النووي.
وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الدكتور خالد طوقان ان هذا المشروع فريد من نوعه وهو مفاعل متطور جدا ومتعدد الاغراض، وتوجد فيه انظمة سلامة متطورة، حيث يستخدم لإنتاج نظائر طبية مشعة كما سيستخدم لأغراض صناعية اخرى عن طريق تشعيع بلورات السليكون، ومستقبلاً ستتوسع هيئة الطاقة الذرية ببناء خطوط حزم نيوترونية لإجراء البحوث النووية المتقدمة.
وأضاف، ان هذا المفاعل هو الوحيد من نوعه في دول المشرق العربي وهو نقطة مضيئة بين مجموعة من الدول العربية، مبينا أن المجمع يحوي مفاعلاً نووياً ومركزاً تدريبياً وتعليمياً ووحدات لتصنيع وانتاج النظائر الطبية والصناعية المشعة تضم احدى عشرة خلية ساخنة ومرفقاً خاصاً لمعالجة النفايات المشعة المنخفضة والمتوسطة الإشعاعية.
واكد ان مجموع ما استثمر في هذا المجمع النووي 120 مليون دينار دفعت الخزينة الاردنية منها 56 مليون دينار والباقي تم استكماله من قرض ميسر من دولة كوريا الجنوبية على مدى 30 عام على أن يبدأ تسديدها بعد 10 سنوات بفائدة 2 بالعشرة من المئة.
وقال إن هذا الاستثمار العلمي النوعي والضخم هو مفخرة لكل الاردنيين، وسيكون هذا المفاعل الركيزة الاساسية لبناءِ العقول والقدرات الاردنية لعقود قادمة على مستوى الاردن والمشرق العربي.
وأضاف، أن المفاعل سهل على القطاع الصحي الاردني توفير النظائر المشعة للاستخدامات الطبية حيث كانت تستورد من الخارج، وتتناقص الاستفادة منها بسبب اضمحلال نشاطها الاشعاعي مع الوقت نتيجة للإجراءات الروتينية والجمركية، وبذلك يعتبر انتاج المفاعل خدمة كبيرة للقطاع الطبي.
وفي مجال استكشاف وتعدين اليورانيوم اكد طوقان ان الدراسات الاستكشافية أثبتت وجود (42) ألف طن من الكعكة الصفراء من اوكسيد اليورانيوم في وسط الاردن مشيراً الى انه تم ادراج الكميات ضمن التقارير الدولية المتخصصة بهذا الشأن، لافتاً الى ان مجموعة من الفرق الأردنية تمكنت من استخلاص كميات مخبرية وتجريبية وصلت إلى كيلو غرام من الكعكة الصفراء بعد ان تمت معالجة 8 طن من الخام المستخرج من منطقة وسط الاردن وقد اطلعت اللجنة على عينات من الكعكة الصفراء والتي تم استخلاصها في معامل شركة تعدين اليورانيوم الاردنية.
وبين طوقان ان الهيئة تعكف حالياً على إجراءِ دراسات الجدوى الاقتصادية لبناء المفاعلات النووية النمطية الصغيرة بطاقة 100 ميجاواط لاستخدامها في تحلية المياه او توليد الكهرباء او انتاج الهيدروجين. وقال ان هذا النوع من المفاعلات هو من الجيل الرابع المتطور الذي يتمتع بخصائص سلامة عالية وحجم الاستثمار المالي فيها منخفض نسبيا مقارنة بتلك للمفاعلات الكبيرة بطاقة 1000 ميجاواط.
وحول نية الحكومة دمج هيئة الطاقة الذرية مع هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن أكد رئيس لجنة الطاقة النيابية النائب حسين القيسي ضرورة التراجع عن اتخاذ مثل هذا القرار لانعكاسه سلبياً على المشروع النووي الاردني السلمي حيث سيمثل انتكاسة كبيرة وعائقاً امام نجاحه ويهدد سلامة المرافق النووية التي تم استثمار المال والجهد والوقت الكبير في بنائها إضافة الى التناقض والتضارب في الصلاحيات. كما أكد رئيس لجنة الطاقة النيابية أهمية الحفاظ على الكيان الهيكلي والقانوني للهيئة في صيغته الحالية لتشعب مهامها وإدامة إدارة المنشآت النووية العاملة في الاردن الان بالشكل السليم.
وأضاف أن المفاعل مشروع وطني واستراتيجي يخدم القطاعات العلمية والبحثية والتدريبية والصناعية ويعد مشروعاً رائداً ومتميزاً يساعد في بناء القدرات الوطنية، ويعزز البنية التحتية في مجال التكنولوجيا النووية.
وضمت لجنة الطاقة النيابية النواب حسين القيسي والدكتورة صفاء المومني والدكتور ابراهيم بني هاني ومحمد الزعبي.
يذكر ان المفاعل النووي الاردني يعمل بطاقة 5 ميجاواط ويديره ويعمل على تشغيله مئة وعشرون من الكوادر الوطنيّة الأردنية المدربة والمؤهلة والمرخصة على مستوى عالٍ ومتقدم إضافة الى تامين حراسته كمرفق نووي حساس والتي تقوم بها وحدة من قوات الدرك.
--(بترا) س ع /